شيد المولى إسماعيل بن الشريف العلوي كثير من التحصينات في ربوع المغرب لحفظ الأمن واستقراره، ولبسط سيطرته، ولتوطيد أركان الدولة العلوية. وتعد قصبة كناوة إحدى تلك التحصينات التي شيدت بمدينة سلا على ساحل المحيط للسيطرة على المدينة وبسط الأمن بها، ومنع حدوث أية ثورات أو محاولات لاستقلال المدينة، وفي الوقت نفسه تحمي المدينة من أية محاولات لغزوها من قبل الأساطيل المعادية. وقد انعكس الغرض الذي من أجله أنشئت القصبة على تكوينها المعماري؛ وهو تكوين بسيط تميز بصغر المساحة وانتظامها، وتم تدعيم سورها بستة أبراج مصمتة، واشتملت على بوابة واحدة. كما احتوت بداخلها على مسجد ودور لحاميتها العسكرية إضافة إلى فرن وحمام.
وفي هذا البحث سنعرض لقصبة كناوة بالوصف والتحليل، مع ذكر مسمياتها، وأسباب بنائها، وأهمية موقعها، كنموذج للمنظومة الدفاعية التي أحدثها السلطان إسماعيل العلوي بالمغرب، من خلال بناء مجموعة كبيرة من القصاب، اختلفت من حيث الوظيفة والموقع والمساحة والتخطيط المعماري وما تضمنته من مرافق عن سابقتها التي شيدت ببلاد المغرب والأندلس قبل العصر العلوي.